بسم الله الرحمن الرحيم...
.
.
إلتزامي الحبيب أين أنت ... ؟
أين أنت .. ؟! هل تسمعني .. ؟
أناديك بأعلى صوتي أطلب منك أن تعود ..
وتعود بسرعة ..
يا من أحن لقربه مني .. وآسى لفقده ..
أناديك لأخبرك عن حالي بعدك ..
وما صارت إليه نفسي بعد الرشاد ...
أناديك لأذكرك وأسلي نفسي بتلك الذكرى ..
فإن كنت تسمع فأجب ولا تتأخر فالهموم تعصف بي منذ بعدت عني ..
فلقد ضعت في نفسي وحرت معها وقادتني إلى المهالك بدلا من أن أقودها إلى الخير ..
أناديك لأطلعك فترى بنفسك ما حدث لي ..
اناديك لأذكرك وأقول لك ..
هل تذكر .. ؟
هل تذكر محافظتي على السنن الرواتب .. ؟
تلك السنن التي دائما ماكنت أردد ذلك الحديث العظيم الذي يبين فضلها وعظم ثوابها ..
وهو أن الله يبني - لمن صلى في اليوم ثنتي عشرة ركعة - بيتا في الجنة ..
صدقني أنها ذهبت وأصبحت علي أثقل من الجبال
بل حتى الخشوع في الصلاة عامة لا أجد له طعما ولا أجد له مكانا في قلبي .. وأصبح همي في الصلاة متى ينتهي الإمام منها ومتى أخرج من المسجد ..؟!!
هل تذكر .. ؟
هل تذكر أُنسي بكتاب الله في كل وقت .. ؟
والذي كنت أحفظ الكثير منه خاصة عند طلوع الشمس ..
لقد ابتعدت عنه أميالاً وضاع الكثير مما كنت أحفظ منه .. !
وأصبحت تمر الأيام والأسابيع وأنا لم أقرأ به حرفاً..!
هل تذكر .. ؟
هل تذكر أيها البعيد الحبيب يوم أن كنت أسير وأنا مطأطأ الرأس ..
خشية أن يقع بصري على شيء محرم ..
أنقذني فلقد ذهبت تلك الخشية ..!
وأصبحت أقلب بصري هائما بهذه وتلك..!
التزامي ..
هل بالإمكان أن تعود إلي .. ؟!!
هل بالإمكان أن تساهم في دعوتي إلى الخير وعودة مافقدت بسبب بعدك من لذة العبادة والأنس بالله .. ؟!
هل بالإمكان أن تعينني على نفسي المقصرة .. ؟
أسألك بالله أن تعد..
عُد لنتعاون أنا وأنت على الطاعة وهجر المعصية ..
عُد ليعود إلي خشوعي وأُنسي بخلوتي بربي ..
عُد ليعود إلي حفظي لبصري وسمعي وجوارحي عن المحرمات ..
عُد فمرارة فقدك أفسدت علي طعم الحياة ..
عُد قبل أن يحول بيني وبينك الموت .!..
عُد فقد جربت نفسي بدونك فوجدتها تسبح في متاهات الضلال ..
عُد فصنوف الشر والفساد تبرق لي في كل مكان ..
أيها الحبيب الغائب .. أتعلم ماذا أخاف ؟
أخاف أن تكون ضيعت الطريق إلي ..!
حينها أعض على أصابع الندم وأقطع كل شيء في هذه الحياة إلا بالله الذي يحيي الأرض بعد موتها .. ويبعث لها الحياة من جديد ..
أخشى أن يرفض قلبي استقبالك من جديد ..بعدما استوطنته الموبقات..
فمن يساعد مكلوما فقد عزيزا على قلبه اسمه الإلتزام !؟
من يدلني على الطريق إلى هذا الإلتزام إن أبى أن يعود !
اللهم يا من جمعت يوسف بيعقوب .. اجمعني وكل مسلم بالتزامه
وأصلح ما فسد من قلوبنا وسددنا في القول والعمل..
.
.
.مما راق لي ..
نقلا مع بعض التعديل والاضافة..
.
.
.
إن الذي تجره الشهوات .. وتسلسله المعاصي .. يأساً .. أشبه بمن قدر الله له برسوب عام.. فبدلاً من أن يجتهد ويستذكر .. رفض الدرس ..وانصرف عن التعليم جملة ..!!
آثرت وضعه هنا .. لأطرق باباً لمناقشة هذا الانقلاب وتلك الأنتكاسة التي تطرأ على بعضنا حين الأزمات .. أو حتى حين غفلة ..
لما هذا الخضوع .. لما هذا التثبيط .. لما ذاك الضعف ..
لما نفقد إالتزامنا .. مع أول درس بالحياة .. لما تنخلع عنا مبادئنا وتهوى .. مع أول محك للأختبار .. لما يا شباب وبنات اليوم .. لما يجرنا الشيطان لهلاك النفس .. ونرضى .. مع العلم والفهم..
كيف بمن ذاق حلاوة الايمان ..أن يبدلها بمرارة المعصية وذل النفس..!!
اضطرابات .. مشاكل .. ضغوط .. شهوات ..أعـلم ..
ولكن الى متى .. وهل هذا هو الحــل؟؟!!
كمن نهوى أن نحيا مأساه..بسعادة وبرضى ..!!
فما عاد هناك من شابٍ اليوم الا ويشتكي شكوى المنكوبين ..الا من رحم ربي..!
كلهم لم يذق أحد مراراً مثلهم ..!
كلهم وكلهن نشأوا لآباء تتملكهم القسوة .. وأمهات يعصف بهن حب الذات وانعدام المسؤولية ..!
كلهم عاشوا في ظلمة اليأس ووحدة المكان والزمان ..!
كلهن نشأن في بيئة تخلطهم في الشهوات كما يُخلط العجين...!
كلهن يحتجن للحب والحنان ..فما وجدنه في بيوتهن ..!
كلاً يحيا مأساه من نوع خاص ..!
تتشابه في اللفظ وتختلف قليلاً في الفرع..!
وان من الله على أحدهم أو احداهن بالهداية ..
وسلك طريقاً للرشاد .. مع أول اختبار .. مع أول درس .. يخرج من أقرب باب وينسلخ .. معللاً ذلك بالظروف التي ما حالفته يوماً..!
ويعود .. يعود.. الى لا شئ ..!
الى متى .. نقع ..؟!
الى متى لا ننظر الا تحت أقدامنا التي لا ترينا سوى الضف والانهزام ..؟!
الى متى نحيا مأساه التعليم .. ومأساه الانفصال الأسري .. ومأساه الحب الضائع..!
الى متى نجهل أن أسوأ مأساه هى تلك التسمية..
الى متى سنظل محجوبي الأعين عن حقيقة الألم .. وحقيقة المآسي التي يعيشها بصدق.. كثير من البشر..!
الى متى نجهل أن أسوأ وأمر ضياع ..هو ضياع الدين ..!
وضياع الهوية المتخبطة في الأهواء المتنقلة بين صنوف المعاصي..كل يومٍ على حال .. تحت دعوى .. أمس القاسي والحاضر المميت والغد الذي بالطبع لن يكون أفضل ..!
فهل نحن في زمن المآسي المختَلقة .. والأزمات المعلبة ..؟!
مطروح للمناقشة ..
.
.
.
منه المصريه