أكثر ما يعشق الرجل في المرأة جمالها، فتراه يهيم في محاسن وجهها و تضيع كلماته في وصف حُسن قدها، وهو غير ملوم في ذلك إذ أن في وجه المرأة الجميلة ضروب من الحسن الغريب والتركيب العجيب
ولكن التجربة أثبتت لي أن في المرأة جانب هو أكثر سحرا و أشد جاذبية، ألا و هو العقل، فمن المعروف أن العقل عملة نادرة عند النساء، ومما يميز عقل المرأة عن عقل الرجل أنه إذا توافر فيها تجده قد مُزج بشيئ من المكر و شيب بقليل من الكيد، فتراها حادة الذكاء متوقدة الذهن، وإذا كانت المرأة كذلك صارت أهلا للمشورة،
ولا أكاد أجد في المرأة لذة كتلك التي تأتي بمشاورتها والأخذ برأيها، و أول ما تكون بوادر العقل في اللسان، فتراك تنتشي بطيب حديثها مع عذوبة ألفاظها و غزارة معانيها، ومن النساء من يُستملح سبابها و يُستلطف ردها إذا ما كدتها أو تواغدت عليها
ومما يروى أن بعد وفاة جميل دخلت بثينة على الخليفة عبد الملك بن مروان فقال لها: والله لا نجد فيك ما كان يقوله جميل، فردت عليه: لقد كان يرنو إلي بعينين ليستا في رأسك
لكم جميعا خالص التقديـــر