امير الجروح والاحزان مٍـًٍٍـٍـٍـًٍٍـٍشٍـًٍٍـٍـٍـًٍٍـٍرًٍٍـٍفٍـًٍ
رقم العضوية : 159 تاريخ الميلاد : 09/07/1991 عدد الرسائل : 272 الموقع : https://general10.yoo7.com/ العمر : 32 تاريخ التسجيل : 30/08/2009
| موضوع: اوراق خريفية........... الجمعة يونيو 10, 2011 11:34 am | |
| حياة أخرى
صرخ صوتها المخنوق بضعف .."أخرجوني من هذا التابوت المظلم" . صرخت كثيراً دون فائدة ترجى. فالكل من حولها تآمر عليها .. " لقد كَبِرتِ " . فاض بها العذاب وتنازعت في نفسها الآهات . لم يبقى أمامها سوى تلك السماء التي تراها عبر النافذة. احتضنتها السماء كما احتضنتها الأرض بعدها ..فتابوت للموتى خير من تابوت للأحياء .
المنبوذ
لم يكتب للحلم الحياة . كان يسير في أرض لم تحتويه ، أو أنه كان كبيراً عليها فنبذته. كان نقياً وكانت ملئ بالحجارة . كان دافئاً فلفحته برودتها . لم يستطع احتمال ثلجها رغم شمسه. اختنق بدخانها الأسود وتلاشى بين موجوداتها التي تلغي الوجود . اغتيل هذا الحلم قبل أن تسنح له الفرصة ليخرج إلى النور . اغتيل وألقي في العراء ليتلاشى دون أن يوضع في قبر يخلـده .. ولم تبك عليه الأرض السوداء .
ألوان من حبرٍ مختلف
كانت تلك آخر لوحة يرسمها لها بعد ما تلقى اعتذارها عن علاقةٍ لن تستمر . اختلطت ألوانه في تلك اللوحة بطريقة غاب فيها الوعي حيث طغى الأسود على ألوان اللوحة . بعدها تحول إلى جداول من اللون الأحمر حتى خلت لوحته من أي لون سواه . الأحمر الذي نزف من قلبه ليختلط بدموعه ... فاضت دمائه لتغطي بالأحمر لوحةً بلا ملامح .
هستيريا
تكسرت الدنيا .. اختلط الحابل بالنابل وتخبطت الأفكار في عتمة الكهف الدائري . تفككت كل روابطه .. ترددت بين الدخول والخروج .. بين الاستيقاظ والنوم . عبثت بكل مجاهل الحقيقة والخيال والتفت بحبال الماضي محاولة الهروب إلى المستقبل . أصاب الدوار رأسه الصغير فغاب في متاهات من ضوء ودخان . بحث في رماد ما تبقى من حوله حتى عثر على لؤلؤته التي اشتد سوادها مما علق عليها من دخان . مسحها ثم مسحها حتى أضاءت وخرج منها ماردها الصغير الذي عرف ما يريد صاحبه .
ذكريات طريق
عند مفترق الطريق التقيا . تبادلا التحية .. افترقا . يوما بعد يوم .. تبادلا النظرة والابتسامة . هل يحبها ؟! لم تعرف .. لم تجرؤ على السؤال . هل تحبه ؟! هكذا بدا من النظرات ..لكنه أيضا لم يسأل . مرت الأيام تلو الأيام .. والسنوات تلو الأخرى . و ها هو الطريق يلقي التحية على الشمس الغاربة وحيدا .. مقفراً من أيّ خطىً تتثاقل فوقه .. مقفراً من كل شيء إلا الذكريات .
حديقة الحجارة / أو عدوى حجرية
هكذا كان .. وهكذا لا زال .. رجل متسمر على أحد المقاعد الخشبية في تلك الحديقة الميتة .. يمر به أناس بأعداد الحشرات لكنه لا يتكلم مع أحدهم. يكلمونه .. لا يجيب .. يحاولون إزاحته فلا يتزحزح قيد أنملة... هكذا تحجر. تمر عليه الفصول جميعا .. فتغطي الفراشات جسده وقت تفتح الزهور, وصيفا تحرقه نيران الشمس, بعدها تغطيه الأوراق الذابلة, وفي نهاية السنة يحل الشتاء بعواصفه الماطرة وثلوجه, ورياحه الحزينة .. لكنه لا يتحرك. هكذا هو منذ أن اتّحد مع المقعد الحجري . لم يعد الرصيف أمام الحديقة يسمع دبيب الأقدام التي عهدها منذ دهر ..اختفى الناس. أصبحت الحديقة تكتظ بالمقاعد ذات التماثيل الحجرية صيفاً و شتاءًًًًً .
الهروب في تلك الليلة .. لمحها تسير على الشاطئ . توقفت واستدارت نحو البحر .. رسمت عيناها خيطاً مستقيماً مع السماء .. وأخذت تخطوا للأمام . أسرع إليها .. وسألها أين تذهبين . أشارت إلى القمر .. قال لها البحر أمامك .. ستغرقين . فأجابت : إنّ القمر سيحملني إليه .
قال : أنت مجنونة فردت بابتسامةٍ منطفئة : هذا كوكب المجانين . لم يحاول ثنيها عما تريد .. وسرعان ما ابتعدت نحو البحر .. وبدت كنقطة بيضاء تندثر في ذلك السواد العظيم . هكذا تركها علَها تجد القمر الذي تبحث عنه .
ثورة فارغة
" سأنتقم من الآدميين .. هذا ما سأفعله .. ولا يهمني إن كنتم معي أم لا . ألا يكفي انهم يتنعمون بحياة تمتد لسنين طوال! أما نحن فلا نلبث أن نخلق حتى نموت ". هذا ما قالته بعوضة وهي في شدة حنقها على الإنسان, وعلى الفور بدأت حملتها الانتقامية ذلك اليوم
صارت تئِزّ في كل الغرف حتى ليجن كل من فيها من طنين جناحيها المزعج .. ولم يسلم أحد من خرطومها الذي راح يلدغ كل من هب ودب . وبعد لحظات قليلة عم الدنيا صوت صفعةٍ قوية أصيب الجميع بعدها بالدهشة التي ما لبثت أن انقضت, حيث عاد كل شيء إلى حاله وحلت السكينة من جديد ... فلم تكن سوى حشرة ..
| |
|
نور مشرفة قسم المنتدي العام
رقم العضوية : 22 تاريخ الميلاد : 05/12/1989 عدد الرسائل : 6233 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 27/01/2010
| موضوع: رد: اوراق خريفية........... السبت يونيو 11, 2011 5:55 am | |
| جميلة جدااا دام تألقكـ وتميزكـ سلم الايادى | |
|