د.أحمد سالم باهمام
يستعد المسلمون هذه الأيام لأداء فريضة الحج وزيارة الأماكن المقدسة. وبسبب زيادة الازدحام خلال الحج وزيادة الجهد وزيادة احتمالات الإصابة بالأنفلونزا والتهاب السحايا وغيرها من الأمراض المعدية يتساءل المرضى عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتباعها خلال الحج. وسنركز حديثنا في هذا المقال عن الأمراض التنفسية. وسنقسم حديثنا في هذا السياق إلى قسمين، في القسم الأول سنوجه نصائح عامة لكل الحجاج وفي القسم الثاني سنركز على المرضى المصابين بالأمراض التنفسية المزمنة. كما أسلفنا سابقا فإن زيادة الإزدحام وكثرة الزائرين من مناطق مختلفة من العالم وبسبب الإجهاد فإن احتمالات انتقال الأمراض التنفسية المعدية يزداد في الحج وخاصة الأمراض الفيروسية مثل الأنفلونزا. لذلك ينصح الذين ينوون الذهاب إلى الحج بالحصول على اللقاحات الواقية من بعض الأمراض قبل الذهاب إلى الحج بما لا يقل عن 10أيام حتى يتمكن جهازهم المناعي من تكوين الأجسام المضادة اللازمة للدفاع عن الجسم. و من اللقاحات المتوفرة والمفيدة التي ننصح الحجاج بالحصول عليها لقاح الأنفلونزا ولقاح التهاب السحايا. وكلا اللقاحين لا توجد لهما آثار جانبية تذكر ويعملان بمشيئة الله على حماية الجسم من الاصابة بالمرض بنسبة كبيرة. كما ننصح الحجاج بالابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن الضيقة سيئة التهوية والحرص على السكن في أماكن جيدة التهوية لأن التهوية الجيدة تقلل من تركيز الميكروبات في الهواء المستنشق ومن ثم تقلل من احتمال الإصابة بالعدوى. كما ننصح الحاج الذي يصاب بارتفاع في الحرارة او السعال أن يسارع بمراجعة أقرب مركز صحي أو طبيب حملة الحج المرافق. وتصلنا أسئلة كثيرة تسأل عن جدوى استخدام الكمامات الواقية المتوفرة في الأسواق والتي تغطي الأنف والفم. ونحن ننصح الحجاج المصابين بالأنفلونزا أو الزكام باستخدام هذه الكمامات لأن هذا قد يقلل من فرص نقلهم العدوى للحجاج اللآخرين. اما بالنسبة لبقية الحجاج ومدى فعالية استخدام الكمامات المتوفرة في الأسواق للوقاية من العدوى فإنه لا توجد دراسات طبية توثق مدى فعالية ذلك ولكني شخصيا لا أرى ضررا من استخدام الكمامات لأنها قد تنفع. والحج فرصة أخرى للمدخنين للإقلاع عن التدخين.
أما بالنسبة للمرضى المصابين بأمراض التنفس المزمنة مثل الربو وانسداد الشعب الهوائية المزمنة وتكيسات القصيبات الهوائية فإن عليهم:
÷مراجعة أطبائهم قبل السفر على الحج بفترة كافية للحصول على الإرشادات اللازمة كل حسب حالته.
÷نؤكد على هؤلاء المرضى ضرورة الحصول على لقاح الإنفلونزا قبل الذهاب للحج لأن احتمالات الإصابة الشديدة لديهم أعلى من غيرهم كما أن احتمال ظهور مضاعفات العدوى تكون اكثر من غيرهم من الأصحاء.
÷عليهم التأكد من اخذ أدويتهم كاملة معهم خلال الحج والتأكد من اخذها بصورة منتظمة حسب توصيات الطبيب.
÷ويفضل أن يكون لدى المريض تقرير مختصر عن حالته والأدوية التي يتناولها وأن يحمل هذه التقرير معه بصورة مستمرة أو حمل بطاقة خاصة تبين تشخيص المرض لكل مريض مصاب بمرض معين لتسهيل عملية إسعافه في حالة إصابتهم بمكروه لا قدر الله.
÷وفي حال وجود طبيب خاص مرافق للحملة فإن على المريض أن يعطي الطبيب معلومات كاملة عن حالته قبل بدء الحج.
÷يجب على الحاج الحصول على قدر كاف من الراحة قبل وبعد عمل أي منسك من مناسك الحج.
÷وبشيء من التفصيل ينصح مرضى الربو بتناول البخاخ الموسع للشعب قبل القيام بأي جهد وأن يكون البخاخ في حوزتهم بصورة مستمرة لاستخدامه في حال ازدياد الأعراض.
÷كما ينصح الحاج المصاب بأمراض التنفس المزمنة بالتوجه إلى أقرب مركز صحي مبكرا في حال ازدياد الأعراض وعدم تجاهل الأعراض الأولية لأن التأخر في الحصول على العناية الطبية قد يكون له آثار خطيرة جدا.
÷على الحجاج الذين يستخدمون أجهزة مساعدة للتنفس أو الأكسجين المنزلي أن يستمروا في استخدامها خلال الحج وأن يتم ترتيب ذلك مبكرا مع بعثة الحج.
÷التغير السريع في درجات الحرارة قد يؤثر على التنفس لذلك ينصح مرضى الجهاز التنفسي بتجنب التغير السريع في درجات الحرارة.
÷تناول السوائل وتجنب الجفاف لأن الجفاف يزيد من أعراض الجهاز التنفسي.
÷محاولة أداء مناسك الحج في الفترات التي يخف فيها الازدحام قدر الإمكان.