تاريخ الميلاد : 16/09/1989عدد الرسائل : 71العمر : 35تاريخ التسجيل : 15/10/2010
موضوع: يلا معاد الحدوته يا حلوين ( النحلة الكسولة ) السبت أكتوبر 16, 2010 8:16 am
كان يا مكان كان في مجموعه نحل كبيييييييير يعملون في الحياة كما امرهم الله ويمارسون حياتهم الطبيعية وفي يوم من الايام قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من
كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ،
كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :- إننا نتعب من أجل الآخرين ولانستفيد شيئاً .
كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء ويواصلن عملهن بجدواجتهاد .
ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ،
وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت
تذهب إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي
يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى
الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع
الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .
كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا
فائدة من حياتها بدون عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :-
وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.
كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه
الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .
قالت لها النحلة:- كيف ؟! قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة
والتعب أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على
التحمل والصبر، كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون
انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع
الشجرة التي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط
الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً
قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟
قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع
ولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة
الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم
بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا
من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه الزبد
والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن
تلد له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج الذي يعشقه الإنسان.
ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل
الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة
للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب
استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة
وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد في
خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟
قالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي
لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .
فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل
زميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد
الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية