عصبية الأطفال أعراضها وعلاجها
عصبية الأطفال أعراضها وعلاجها
من الأطفال من يميل إلى الهدوء والعزلة وعدم الاختلاط مع الآخرين ومنهم من يتميز بالنشاط والميل إلى مشاركة أقرانه في نشاطهم وأعمالهم ومنهم من يتميز بالعصبية وسهولة الاستثارة والغضب وعدم الاستقرار إلا أن هناك بعض الأطفال تظهر عليهم بعض الأعراض العصبية الواضحة في حركة لاشعورية تلقائية غير إرادية. مثل قرض الأظافر، أو رمش العين، أو تحريك الرأس جانبا، أو مص الأصابع، أو عض الأقلام، أو غيرها من الحركات اللاشعورية، وهي تحدث دائما وباستمرار وهذه الحركات هي حركات عصبية لا إرادية مرجعها التوتر النفسي الشديد الذي يعاني منه الطفل.
لماذا يعاني بعض الأطفال من العصبية
إن الأسرة تؤثر في شخصية الطفل تأثيرا كبيرا فنوع العلاقات السائدة في الأسرة يحدد إلى مدى كبير أنواع شخصية الطفل. فقد يكون الطفل فكره عن نفسه من واقع علاقاته بالأسرة فقد يرى نفسه محبوبا ومرغوبا فيه فينشأ راضيا عن نفسه أو أنه غير محبوب منبوذ فينشأ غير راض عن نفسه وغير واثق بنفسه فتسود حياته النفسية التوترات والصراعات التي تتميز بمشاعر الضيق والعصبية ويرى العلماء أن أهم أسباب عصبية الأطفال هو الشعور بالعجز والشعور بالعداوة وذلك نتيجة حرمانهم من الدفء العاطفي في الأسرة وسبب ذلك هو قسوة الآباء أو التفرقة بين الإخوة.. الخ.
الطفل قد يتعلم العصبية من والديه
تدل الدراسات على أن بعض الأطفال يكتسب العصبية من خلال الجو المحيط بالمنزل فإن رأى والديه أو أحدهما يعاني من العصبية والتوتر فإن الطفل يحاول أن يقلد سلوك من حوله لذلك فهو يتعلم أساليب جديدة للاستثارة الانفعالية ولذلك فإن كثيرا من مخاوف وعصبيات الأطفال يتعلمونها بالتقليد.
ولذلك فالأب العصبي في تصرفاته يعلم أطفاله هذا السلوك والأم العصبية الثائرة دائما تعلم أولادها هذا السلوك، بعكس الأب والأم الهادئين فإن الطفل يتعلم منهما السلوك الهادئ المرن، فإذا الطفل يتعلم ويقلد من حوله.
كذلك فإن التدليل الزائد يعلم الطفل العصبية الأنانية وذلك لأن التدليل الزائد ينمي في الطفل صفات الأنانية مما يجعله دائم التمركز حول نفسه لذلك فهو يحب كل شيء لنفسه وإذا لم تلب رغباته بسرعة فإنه يغضب ويثور حتى تستجاب طلباته-
مص الأصابع عند الطفل هل هو مرض نفسي
يظن كثير من الأباء أن ابنهم إذا مص إصبعه فإنه يعاني من مرض نفسي وهذا خطأ.
إن كثيرا من الأطفال وخاصة في السنة الأولى يمص إصبعه وهذا أمر عادي وقد يستمر به الحال إلى قبيل دخوله المدرسة وذلك بسبب إهمال الأهل عدم تعويد الطفل على ترك هذه العادة منذ السنة الأولى، ولكن إذا استمر به الحال إلى السنة العاشرة أو الثالثة عشرة بمص الأصابع وعادة ما يصاحب ذلك الإغراق في أحلام اليقظة والاكتئاب والسرحان والانطواء والعزلة فإننا في هذه الحالة نقول إن هذا الطفل مصاب بمرض نفسي ويجب علاجه.
الوقاية خير من العلاج
أولا : يجب على الآباء والأمهات أن يعرفوا أن معظم الأطفال الذين يعانون من العصبية هم أطفال عاشوا في منازل تتميز بالقلق والتوتر والاضطراب العائلي لذا يجب أن تكون الأسرة سعيدة متفاهمة بعيدة عن التوترات والمشاجرات ويسودها الحب والتفاهم.
ثانيا : يجب على الأباء أن يعودوا أبنائهم على الحرية واتخاذ القرار والتدخل في الوقت المناسب حتى ينشأ الطفل معتمدا على نفسه ولا يكون اتكاليا.
ثالثاً : البعد عن أسلوب الضرب والتحقير خاصة أمام أقرانه من الأطفال.
رابعاً : يجب إشباع حاجات الطفل النفسية وهي شعور الطفل بأنه محبوب مرغوب فيه حتى يشعر بالطمأنينة ولكن يجب ألاتصل إلى حد التدليل الزائد.
خامسا : الاهتمام بهوايات الطفل والترويح عن النفس فإنها تساعد على تنمية شخصية الطفل.