أراهما عند طاولات النسيان في حقل امدي غائد لا أدري إن كان رائح فيه عوالم كثيرة تجتاح نيران الأيام التي تطاولهما..
أرهما وكل واحد منهما على طاولة يرقب غيره بنظرات حنونة عابرة تسيح دمعا براقا آخاذا بلون الفضي الزاهر..
أراهما وفي عيني كل منهما منال يصبوان إليه… منال مشترك بينهما مرتبط بحياة وردية… حياة أرّقت عينهما وأخذلت مشاعرهما … أهانت بعضهما حياة يطمحان إليها وكأنها شمعة ستزودهما بحب لا ينطفئ قط، ولن يجني عليه الشوك أبدا…
أراها وهي ترقبه من بعيد وهو يومأ لها بإشارة ساحقة في الحب… عيونه مليئة بالشواهد على حبه لها… ولكنها تبدو غارقة في شعر نزار قباني… شاعرها الذي بات مفضلا منذ ان أحبته.. غارقة في بحور الحب و الأمل التي وجدتها في شعره تلتمس منه الحب والاطمئنان والحياة المنثورة بلؤلؤ يكاد يتناثر في عينيها البراقتين…
ترى ماذا تقرأ؟؟؟ أتقرأ " أيظن أني لعية بيديه"؟ لتأخذ منها نصيحة كل فتاة مجربة للحب ومن ثم تحبه كما أحبت نزار قباني في تلك القصيدة… أم تقرأ " مسافرة لم تسافر" ؟؟ لتحلق بنيران حبه الذي طالما أحبت أن تدركه في تلك الساعة… لتحلق معه بعيدة عن هذا العالم الصغير الذي أحاطها بعنفوانه وكاد أن يقتل نسمات هبوبه عندها..
لتري للعالم أجمع بأن حبه لها سوف يخترق هذا الصندوق ويمضي شعاعا ليرسم قلبا ويخط فيه حرفي اسمهما كسائر المحبين ليجمعهما ذلك القلب على أريكة وردية قلبية ملساء في زاوية الظلام..
أما هو … فكتابه الذي يقرأ فيه بات كتابا للمحبين يرى في سطوره صورتها وخلف تلك الكلمات يرى عيونها وينتزع من تلك الكلمات المتناثرة كلمات للحب والمحبين.. فيشتد ألما لبعده عنها ويشتد شوقا حتى يتقرب منها..
ويبدو أنه أراد أن يصل حبل قلبها بقلبه فعليا ليترجم ذلك الحب وعدا محققا ولكنه باء بالفشل ليصنع من حبه لها ملحمة يسطر فيها قلبه يتحدى به كل من ساعد في فشل تلك العلاقة…
ولكنها لا تزال مقابله على تلك الطاولة تشبع عقلها وقلبها وعيونها بما تقرأ من الشعر..
في هدوء وسكون خرجت من المكتبة لاحقة به على أثر رنة موبايل حرّكت قلبها حينما رأت اسمه يظهر على الشاشة
ولكن إلى أين ؟ أإلى الجحيم والظلام ؟؟ أم إلى النور
يبدو انهما خرجا ليتمشيا تحت الغيث الذي يتساقط وكل قطرة منه ترسم قلباً في الجو
ولكن ماذا بعد هذا؟؟؟ فهي تحبه ولا يمكن لها الإستغناء عنه حتى انها أسقطت مادة وهي تمتاز بذكاء ونجاح متميز في حقلها الدراسي لكي تبقى معه في ذلك الجو لتراه كل يوم………….. لتصحو في صباحها على أنغام حبه الجميلة………. لتعزف قيثارة قلب بات محباً لها …………..
وهو كذلك……….. ولكن هل ستنتهي تلك القصة كما عهدناها في قصص الحب…….. فالحب يدخل في القلوب ويجمعها ولكنه سرعان ما يتلاشى ذلك الشعور ويترك أثراً يحمل حزنا ووحشة ………
ام سينتهي إلى نور ساطع وقلب مضيء؟؟؟؟؟؟؟؟؟…………..